هل تحبين نفسك؟ قد تجيبين سريعا كأن الإجابة بديهية... )نعم!) لكن هل يمكنك أن تثبتي ذلك لنفسك؟ هل لديك أدلة على جوابك هذا؟



في هذا المقال، ستتمكنين من اكتشاف هل فعلا لديك مشاعر حب و احترام لنفسك، و ستتمكنين كذلك من تغيير ما يزعزع اهتمامك و حبك لنفسك بعادات أخرى صحية، ستجعلك أكثر سعادة و أكثر حبا و اهتماما للشخص الأقرب لك ... أنتِ!



1. حب النفس ليس أنانية



هناك من النساء  من ينسين الاهتمام بأنفسهن، لنأخذ على سبيل المثال زوجة و أما لأطفال، تنسى نفسها و تنغمس في الأشغال، و قد تصبح متعبة نفسيا و جسديا، لكنها تقول لنفسها مرارا و تكرارا  : '' المهم هو أني أهتم بأطفالي و زوجي '' ، وإن جاءتها فكرة الاهتمام بنفسها أكثر، و تخصيص وقت أكبر لها، تقول : لا! لا ينبغي أن أكون أنانية.

إن كنت تفكرين هكذا يا عزيزتي، فاعلمي أن حب النفس ليس أنانية، و تذكري هذه المقولة : فاقد الشيء لا يعطيه '' إن لم تحبي نفسك فلن تستطيعي حب الآخرين، الحب ليس أن نهلك أنفسنا لجعل الآخرين سعداء، الحب هو أن نكون سعداء مع أنفسنا أولا، و ستنتقل تلك السعادة من داخلنا بشكل سلس إلى الأشخاص الموجودين حولنا.

هل تريدين اختبار نفسك إن كنت تحبين نفسك فعلا؟ إليك بعض الأسئلة و حاولي الإجابة عنها:


2. اكتشفي إن كنت تحبين نفسك


حين تقومين بتصفيف شعرك و ارتداء أحلى ملابسك والظهور بمظهر جميل، هل تقومين بذلك لأنك تؤمنين أنك تستحقين الاعتناء بنفسك لنفسك، أم أنك تقومين بذلك لإبهار الآخرين سواء كان زوجك، أو صديقاتك أو محيطك ؟

 (صحيح أن المظهر الخارجي يلعب دورا كبيرا في تقبل الناس لنا، خصوصا الغرباء عنا، لكن المشكلة تبدأ حين نعتني بمظهرنا للآخرين و ليس لأنفسنا، لأنك بهذه الطريقة تجعلين الآخرين يتحكمون بنظرتك لنفسك، فمثلا، إن ارتديت فستانا، و سمعت إحداهن تسخر منك في الخارج، فستتأمين كثيرا، لأنك أعطيت الآخرين الصلاحية لتقييمك، أما إن ارتديت ذلك الفستان لنفسك، لأنه يشعرك بالسعادة أنت، فحتى لو اجتمع الكل و سخر منك، فلن يحركوا شعرة في رأسك.)




حين تستحمين، هل تقومين بذلك لكي تحسي بالانتعاش و تهتمي بنظافة جسمك لأنك تستحقين الاسترخاء و النظافة، أم أنك تقومين بذلك لأنك ستلتقين الناس و عليك أن تكوني نظيفة لكي لا يكون لديهم انطباع سيء عنك؟

( الأمر هنا مشابه لما ذكرت في السابق، حين نقوم بشيء ما لكي نرضي الآخرين، نعطيهم الصلاحية لإيذائنا بمحض إرادتنا.. ما يهم هو أنت، أن تكوني سعيدة مع نفسك، فتلك بداية السعادة.)




حين تطهين الطعام لنفسك فقط، و ليس هناك شخص آخر في البيت معك أو ببساطة حضرت وجبة لك لوحدك، هل تأخذين أجمل صحن و أجمل كأس لكي تستمتعي بطعامك في أوان جميلة أم أنك قد تأكلين من أي طبق كيفما كان شكله لأنك ستأكلين لوحدك و ليس هناك من ستختارين من أجله أوان جميلة و متناسقة؟

( أظن أن الصورة اتضحت لك الآن يا عزيزتي، لماذا الآخرون يستحقون الإناء الأجمل، و أنت تقبلين بأي شيء حين تكونين لوحدك؟ قد تقولين لي'' لكن حين أكون لوحدي، ليس هناك سبب لاختيار أجمل إناء و أجمل سكين .. '' لذا اتركيني أسألك بعيدا عن موضوع الأواني، لماذا تختارين أفضل الأشياء للآخرين و أنت تقبلين بأي شيء؟ هذا دليل على أنك تضعين الآخرين في مرتبة أعلى منك، و بهذا الشكل ستؤذين نفسك يا عزيزتي، لأن مع مرور الوقت، ستجعلين عقلك يرى الآخرين أفضل منك، وسيكون أي أذى قادما من الآخرين قادرا على تحطيمك من الداخل، لأنك إن عملت على احترام نفسك و حب نفسك و تقدير نفسك، فستصبح شخصيتك أقوى، و ستكونين قادرة على تخطي الصعاب، و لكي تحققي ذلك، فالأمر يبدأ بأمور صغيرة، كتلك التي تتعلق بأي إناء ستختارين لو كنت لوحدك.)

 



هل تقومين باستغلال كل الغرف الموجودة في منزلك و تستمتعين بكل مكان فيه، تأكلين أينما شئت و تنامين أينما ارتحت، أم أنك تقومين بتأثيث غرف جميلة و تغلقينها، و تمنعين كل من في البيت من دخولها لأنها خاصة بالزوار؟

منزلك هو مكان راحتك، وأنت و عائلتك من يستحق أفضل ما فيه. صحيح أننا العرب معروفون بكرمنا وتعاملنا الراقي مع الزوار، لكنني أعرف الكثير من النساء اللواتي يمنعن أنفسهن و عائلاتهن من الدخول لغرف معينة ولا يستعملون أوان معينة لأنها جميلة و غالية، و يجب استعمالها حين يأتي الزوار و حسب... استمتعي بمنزلك، أحبي نفسك و لا تجعلي راحة الآخرين على حسابك، فهذا خطأ كبير.)




هل تقولين '' لا '' حين لا تكونين قادرة على فعل شيء ما؟، مثلا، تطلب منك إحدى صديقاتك أن تسدي لها خدمة، لكنك متعبة أو لديك آلاف الأشياء الأخرى التي عليك القيام بها، هل تقولين ( لا ) لأنك صادقة مع نفسك، أم أنك تقولين( نعم ) و تصبرين لكي لا تخيبي ظن صديقتك فيك؟

( أتمنى أنك تقولين  ''لا ''حين لا تكون الأمور في مصلحتك، أما إن كنت تقومين بالعكس، و تحملين نفسك ما لا طاقتك لك به، فسأخبرك شيئا في غاية الأهمية يا عزيزتي، أي شخص يرى أنك لا تحترمين نفسك و لا تقدرينها، وأنك مستعدة على أذية نفسك من أجل راحته هو، فكوني على يقين أنه لن يحسب لك أي حساب، وأنه سيفكر فيك فقط حين سيحتاج شيئا منك، لكن إن كنت تقولين '' لا '' حين لا تستطيعين أو لا ترغبين في فعل شيء ما، فثقي بي، ستكونين سعيدة داخليا، و سيحترمك الآخرون لقوة شخصيتك و حبك لنفسك.)




حين تكونين وحدك، هل تفكرين في نفسك، في مستقبلك، في أهدافك أم أنك تقضين طول الوقت تفكرين في الناس الآخرين، فيما فعلوا و فيما يفعلون؟

(خذي وقتك في الإجابة عن هذا السؤال، لأنه مهم للغاية،  و إن كنت لم تعيري اهتماما لما تفكرين فيه في يومك، فقومي بالانتباه حين يبدأ عقلك في التفكير، و اكتشفي المواضيع التي تسري في ذهنك، لأنك إن كنت تفكرين في الآخرين طول الوقت، فهذا يعني أنك تلغين وجودك من حياتك، و تجعلين الآخرين هم نبض الحياة و مركز الكون.

سأشاركك طريقة أستعملها لكي أنقذ نفسي من السقوط في متاهة الأفكار السلبية و المواضيع التي لا علاقة لي بها، فكما تعلمين كلنا نعاني من ذلك، لكن كلنا نستطيع التحكم في ذلك.

الطريقة هي: في كل مرة تمسكين نفسك في صدد التفكير في ما سيضيع وقتك و ما سيعكر مزاجك، اطرحي سؤالا على نفسك : ''مَاذا عني؟ ''

 - ماذا عني؟ - تختزل هذه الأسئلة التالية : ( هل نسيت نفسي؟ هل أفضل الآخرين عني أنا؟  ألا أستحق أن أهتم بنفسي؟)، فيها عتاب خفيف لعقلك و كذلك تذكير بأن الشخص الأهم هنا هو أنت، تجعلين عقلك يفهم أنك بحاجة لتلك الطاقة و لذلك الوقت الذي يفكر فيه بالآخرين، كرري هذا التمرين، و ستلاحظين مع مرور الأيام أن تفكيرك أصبح مركزا على حياتك و أشغالك و على ما هو إيجابي فيك.




من بين أهم الأمور التي تبني حب النفس، هي أن تعملي على تطوير نفسك، حددي أهدافك التي تتعلق بك أنت، و لا تنسي نفسك وسط الآخرين، حتى و إن كانوا أطفالك، أو إخوانك أو أبويك، اعتني بهم و أحبيهم، لكن... اعتني بنفسك و أحبي نفسك أولا !

لأننا خلقنا أفردا، و نعيش مع أناس من حولنا، لكن لكل منا عقله، لكل منا تجاربه، لكل منا أحاسيسه، لكل من ماضيه و حاضره و مستقبله، لذا استمتعي بحياتك و أحبي نفسك و أعتني بنفسك و احترمي نفسك بعدم السماح لأي كان بأن يؤذيك.




هل تخصصين وقتا لكي تقومي بشيء يسعدك كهواياتك مثلا، أم أنك تظلين طول اليوم في المطبخ، العمل أو الدراسة و تنسين الاستمتاع بحياتك؟

( قد يكون الشيء الذي يسعدك هو مشاهدة مسلسلك المفضل و أنت تتناولين الشوكولاتة، أو الخروج مع صديقاتك للتنزه، أو الاستماع لأغنيتك المفضلة و الرقص على إيقاعها... أيا كان هذا الأمر الذي يشعرك بالسعادة، لا تنسي القيام به، لكي تسري الحيوية في عروقك، و لا يهم إن كنت شابة أو امرأة في الأربعين أو الستين، ففي داخل كل امرأة فينا، فتاة صغيرة تريد الاستمتاع بالحياة، ارسمي الابتسامة على شفتيك و قومي بما يسعدك قلبك)

تستحقين أن تكوني سعيدة... تستحقين أن تحبي نفسك لأنك رائعة يا حبيبتي.

دمتي رائعة 💗


جديد قسم : صحتك

إرسال تعليق